الذكاء الصناعي

أو بمعنى أخر ، يستخدم مصطلح “الذكاء الاصطناعي” غالبًا لوصف الآلات (أو أجهزة الكمبيوتر) التي تحاكي الوظائف المعرفية التي ترتبط بالعقل البشري ، مثل “التعلم” و “حل المشكلات”.

يعتبر الذكاء الصناعي نموذج محاكاة –إلى حد ما – للسلوك الإنساني فيما يتعلق بعمليات الذكاء المشاركة في حل المشكلات.

وتتضمن هذه العمليات التعلم ، التحليل ، التخطيط ، الإدراك ، التفكير ، التصحيح ، التعرف على الكلام ، اللغويات ، وغيرها من التصرفات العلمية/المعرفية البشرية.

قبل بضع سنوات فقط ، إذا كنت قد ذكرت مصطلح “الذكاء الصناعي” في مكان عملك أو فى قاعة اجتماعات أو حتى بين أصدقائك ،فهناك فرصة كبيرة جداً أن كثير من الناس كانوا سيسخرون منك لمجرد طرحك لهذا الموضوع فقط.

فبالنسبة لمعظم الناس وقتها ، سيعتقدون أنك تتحدث عن مجرد خرافة أو أنك تتحدث عن أفلام الخيال العلمى كستار تريك وغيرها من الأفلام.

وأنا متأكد أنك كنت ستجد فئة لا بأس بها من الناس يقولون لك أنه لا يوجد ولن يوجد شئ اسمه “الذكاء صناعي”لا فى الحاضر أو فى المستقبل القريب أو البعيد.

لكن ها نحن هنا اليوم, ومصطلح “الذكاء الصناعي” أصبح واحداً من أهم المصطلحات الرائدة والشهيرة في مجال الأعمال والصناعة والمجالات التكنولوجية المتعددة.

تكنولوجيا الذكاء الصناعي: حقيقة أم خيال!

بالطبع هى حقيقة!. حيث تُعد تكنولوجيا الذكاء الصناعي أساسًا حاسمًا لكثير من التحول الرقمي الذي نشهده اليوم,

فكما نعرف أصبحت الكثير من المؤسسات تميل إلى استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة تمكنها من الاستفادة منها

فى استغلال الكم المتزايد باستمرار من البيانات التي يتم إنشاؤها وجمعها فى كل دقيقة حول العالم.

إذن كيف حدث هذا التغيير المفاجى والذى جعل الكثير من الأشخاص تقوم بتغيير فكرتها عن تكنولوجيا “الذكاء الصناعي”؟

حسنًا ، يرجع الفضل جزئيًا إلى ثورة البيانات الضخمة نفسها.

حيث أدت وفرة البيانات إلى تكثيف الكثير من الجهود إلى البحث في طرق معالجة تلك البيانات وتحليلها والتصرف حيالها.

وكالعادة لكون الألات أكثر ملاءمة وكفاءة فى هذا العمل أكثر من البشر ، أصبح التركيز يصب على اللأت وطرق تدريبها

للقيام بتحليل هذه البيانات الضخمة بأكثر الطرق “ذكاء وفاعلية” قدر الإمكان.

أدى هذا الاهتمام المتزايد بالبحث في مجال الذكاء الصناعي – في الأوساط الأكاديمية والصناعية

وبين مجتمع المصادر المفتوحة الذي يقع في الوسط – إلى حدوث تقدمات أظهرت قدرتها على إحداث تغيير هائل فى الكثير من المجالات.

بداية من مجال الرعاية الصحية إلى مجال السيارات ذاتية القيادة والتنبؤ بنتائج القضايا القانونية وغيرهم من المجالات ..

أظن أنه لا يوجد أحد يضحك الآن!

كيف نشأ الذكاء الصناعي!؟.

لقد تغير مفهوم ما يعرف بـ الذكاء الصناعى بمرور الوقت ، ولكن في جوهره كانت هناك دائمًا فكرة إنشاء آلات قادرة على التفكير مثل البشر.

فبعد كل شيء ، أثبت البشر قدرة فريدة على تفسير العالم من حولنا واستخدام المعلومات التي نلتقطها لإحداث تغيير فى هذا العالم.

وإذا كنا نريد إنشاء آلات لمساعدتنا على القيام بذلك بشكل أكثر كفاءة ،

فمن المنطقي أن نستخدم أنفسنا وطريقة تعلمنا كمخطط أولي لهذه الألات ولتكنولوجيا الذكاء الصناعي بشكل عام.

إذاً ، يمكن التفكير في الذكاء الصناعي على أنه محاكاة القدرة على التفكير البشرى المجرد ، الإبداعي ، الاستنتاجي,

ولكن باستخدام المنطق الرقمي الثنائي الخاص بأجهزة الكمبيوتر.

تنقسم أعمال البحث والتطوير في تكنولوجيا الذكاء الصناعي بين قسمين.

واحد هو المسمى “الذكاء الاصطناعي التطبيقى” الذي يستخدم هذه المبادئ من محاكاة الفكر البشرى لتنفيذ مهمة واحدة محددة.

بينما يُعرف الآخر باسم “الذكاء الاصطناعى المعمم” – الذي يسعى إلى تطوير ذكاء الماكينات التي يمكن أن تقوم بعمل أى مهمة ،

مثلها مثل أي شخص بشرى أخر …بمعنى أخر جعل الألات مثل البشر لكن أكثر كفاءة.

تطبيقات الذكاء الصناعي.

تقدم الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعى التطبيقي الكثير من الإنجازات

وخصوصاً في مجالات فيزياء الكم حيث يتم استخدام هذه التكنولوجيا للتنبؤ بسلوك النظم المكونة من مليارات الجسيمات الذرية

إلى الطب الحديث حيث يتم استخدام هذه التكنولوجيا أيضاً لتشخيص المرضى على أساس البيانات الجينية.

بينما في الصناعة ، يتم استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي في المؤسسات المالية فى استخدامات متعددة

تتراوح ما بين الكشف عن عمليات الاحتيال وعمليات غسيل الأموال وتحسين خدمة العملاء

من خلال التنبؤ بالخدمات التي سيحتاجها العملاء فى المستقبل بناء على البيانات والمعطيات الحالية.

أما في مجالات التصنيع فيتم استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي لإدارة القوى العاملة وعمليات الإنتاج وكذلك للتنبؤ بالأخطاء قبل حدوثها ،

وبالتالي زيادة الإنتاجية فى المصانع بنسبة خطأ قليلة جداً.

أما في عالم العملاء والمستهلكين ، أصبحت المزيد من التكنولوجيا التي نتبناها في حياتنا اليومية مدعومة بتكنولوجيا الذكاء الصناعي.

مثل  مساعدي الهواتف الذكية كـ “سيرى” الخاصة بشركة أبل و “اليكسا” الخاصة بشركة أمازون و “مساعد جوجل” الخاص بشركة جوجل ,

إلى السيارات ذاتية القيادة والتي يتوقع الكثيرون أنها ستفوق عدد السيارات التي تعمل يدويًا فى المستقبل القريب.

أما “الذكاء الصناعي المعمم” فهى تكنولوجيا صعبة وبعيدة بعض الشيء – حيث تتطلب هذه التكنولوجيا إجراء محاكاة كاملة للعقل البشري.

وهذه التكنولوجيا تتطلب فهمًا أكثر كمالية للدماغ البشرى أكثر مما لدينا الأن، وقدرة حوسبية أكثر مما هو متاح للباحثين بشكل عام.

ولكن قد لا يكون هذا هو الحال لفترة طويلة ، بالنظر إلى السرعة التي تتطور بها تكنولوجيا الكمبيوتر.

تم تصميم جيل جديد من تكنولوجيا شرائح الكمبيوتر المعروفة باسم معالجات الأشكال العصبية لتشغيل شفرة محاكي الدماغ بطريقة أكثر كفاءة.

وتستخدم أنظمة مثل منصة الحوسبة المعرفية من شركة IBM تكنولوجيا المحاكاة عالية المستوى للعمليات العصبية البشرية لتنفيذ مجموعة متزايدة من المهام دون أن يتم تعليمها على وجه التحديد كيفية القيام بها.

وهذه ثورة فى حد ذاتها, لذا نحن نتمنى أن نصل لهذه المرحلة فى القريب العاجل.

ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعى؟

أه هذا السؤال وما أدراك ما هذا السؤال!.

إجابة هذا السؤال يا صديقى ليست بالأمر السهل, فهذا السؤال يعتمد بشكل أساسى على الشخص الذى تسأله ، وصدقنى ستختلف الإجابة بشكل كبير جداً (وأحياناً مفاجى) من شخص إلى أخر!

لقد أعرب الكثير من الأشخاص عن قلهم وعن مخاوف حقيقية من أن تطوير الذكاء الصناعي الذي قد يساوي أو يتجاوز ذكائنا ولديه القدرة على العمل بسرعات أعلى بكثير , يمكن أن يكون له آثار سلبية على مستقبل البشرية بشكل أكبر مما نتصوره بل إنها يمكن أن تقضى على البشرية بشكل كامل، وليس هذا كلام أصحاب نظريات المؤامرة والأشخاص المهووسين بأفلام الخيال العلمي المرعبة، بل يأتى هذا الكلام من علماء المحترمين ولهم اسمهم وسمعتهم فى الساحة العلمية مثل ستيفن هوكينج.

وحتى إن لم تقضى علينا الألات فهناك الكثيير من المخاوف أيضاً من هذه التكنولوجيا لأنها يمكن أن تستخدم فى الشر, ولكن هذا لا يمنع أيضاً أنها يمكن أن تستخدم فى الخير (كما ذكرت فى الأعلى), لذا يتوقف الأمر بكامله على البشر, وعلى طريقة استخدامهم لهذه التكنولوجيا!؟.

إذا ما رأيك!؟, هل أنت مع أو ضد هذه التكنولوجيا!. لا تنسى أن تشاركنا رأيك حول هذا الموضوع فى التعليقات فى الأسفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top